? لماذا يقوم الأطفال بترجيع الطّعام وكيف يمكن التخفيف عنهم
هل تطعمون الصغير وبعد بضع دقائق يقوم بترجيع(قشط) الطّعام؟ هل تتجوّلون في البيت مع حفّاض "تترا" على كتفكم استعدادًا للترجيع التالي، الذي أصبحتم تعلمون بأنه سيأتي. أو بكلمات أخرى، هل يقوم طفلكم بترجيع الطعام (ولا نقصد التقيّؤ العشوائي هنا وهناك) إذا كانت الإجابة نعم، فيفضّل قراءة شرح عن الظاهرة وكيفية التعامل معها.
ترجيع الطعام عند الأطفال هو ظاهرة فسيولوجية شائعة، حيث يؤكّد حوالي نصف الأهل حدوثها. تصل الظاهرة إلى ذروتها في عمر 3 أشهر، وفي معظم الحالات تمرّ من تلقاء نفسها بين عُمُر ستة أشهر وسنة واحدة، عندما يصبح الطفل قادرًا على تثبيت جسمه ويبدأ في استهلاك أنواع أخرى من الغذاء، غير الرضاعة الطبيعية أو تركيبة غذاء الأطفال.
في معظم الحالات تكون هذه ظاهرة طبيعية ولا تدلّ على مشكلة أو مرض، لكنها قد تشكّل مصدر إزعاج للوالدين، وإذا استمرّت دون أن تخفّ فقد تؤدّي إلى الشعور بعدم الراحة أثناء وبعد الوجبة، وأحيانًا قد تسبّب حتى التهاب المريء وتطوّر مرض.
أسباب الترجيع عند الأطفال
حالات ترجيع الطّعام ("القشط") هي ظاهرة فسيولوجية طبيعية فيها بعض محتويات المعدة يرجع ويصعد إلى الأعلى، وقد تحدث فور انتهاء الوجبة وحتى بعد ساعتين أيضًا.
تحدث هذه الظاهرة بسبب عدم نضج الجهاز الهضمي وخاصة الحاجز السفلي بين المريء والمعدة. يتم تعريف حوالي 20٪ من الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 3 أسابيع وسنة واحدة من الناحية الطبية على أنهم مصابون ب- "ريفلوكس" (GER) لأنهم يرجّعون من 2 إلى 4 مرات في اليوم أو أكثر، لمدة 3 أسابيع متتالية على الأقل ويستمرون في النمو والتطوّر بشكل طبيعي.
هل هذا خطير؟
كلّا، فتقريبًا كل طفل يرجّع الطعام من حين إلى آخر، لكن يجب الانتباه إلى الوتيرة والى الكمية. من المهم مراقبة الترجيع لأن الغذاء الحمضي الذي يعود إلى أعلى المريء قد يسبّب التهاب المريء المصحوب بألم وأعراض إضافية مثل: القيء، ودخول الغذاء الى الجهاز التنفسي وقلّة زيادة الوزن. لا داعي للخوف - إذا قمتم باتّباع بعض القواعد البسيطة، فستكونون قادرين على تخفيف الظاهرة وتسهيل الأمر على طفلكم. وعلى أي حال، إذا كان طفلكم يرجّع الطعام يوميًا، فمن المستحسن استشارة طبيب الأطفال.
7 نصائح للتعامل مع ظاهرة الترجيع:
أطعموا الطفل وجبات صغيرة وتجنّبوا الطعام الزائد عن الحدّ. ليس كلّ بكاء يدلّ بالضرورة على الجوع!
- حاولوا إطعام الطفل ورأسه مرفوع وليس بوضعية استلقاء.
- انتبهوا ألّا تكون وتيرة البلع سريعة جدًا، لكي لا يدخل الهواء مع الطعام.
- مع انتهاء الوجبة، احرصوا على حمل الطفل بوضع عمودي وامتنعوا عن الهزّ واللعب لمدة نصف ساعة (حتى لو كان قد تجشّأ بالفعل).
- أثناء الإطعام وبشكل عام، تأكّدوا من أنكم في بيئة خالية من التدخين.
- تأكّدوا من أن الحفّاض واسع بما فيه الكفاية بحيث لا يضغط على البطن.
- إذا كان طفلك يرضع، فاستمرّي في إرضاعه. أما اذا كان طفلك لا يرضع، فجرّبي أن تقدّمي له تركيبة غذاء للأطفال خاصّة مع النّشا الذي يساهم في تكثيف الطعام.