ما الذي يجعل حليب الأم الغذاء الأفضل في العالم؟
على مدار سنوات طويلة ، حاول العلماء فهم ذلك المكوّن السّري في حليب الأم الذي يجعله فريدًا من نوعه ومميّزًا. اختراق علمي معاصر يقدّم إجابة على السؤال.
عند الحديث عن تغذية الأطفال، هناك شيء واحد يتّفق عليه الجميع، ألا وهو أن حليب الأم هو الغذاء الأفضل للطفل، فهو يحتوي على جميع المكوّنات الغذائية التي يحتاجها الطفل من أجل النموّ والتطوّر. لكن في الحقيقة، حليب الأم هو أكثر بكثير من مجرّد غذاء، وبالإضافة إلى المكوّنات المعروفة، مثل: اللاكتوز والبروتين والڤيتامينات والمعادن، فهو يحتوي على مكوّنات ذات فوائد صحّية، مثل: الهرمونات والبروبيوتيك والأجسام المضادة.
يولد كل طفل وجهاز المناعة لديه لا يزال غير ناضج، لذا فإن حليب الأم يوفّر له الحماية المناعية ويقلّل من الإصابة بالأمراض، مثل: التهابات في الجهاز التنفسي والإسهال والحساسية، والتهابات الأذنين وحتى مرض السكري وارتفاع ضغط الدم في وقت لاحق من حياته.
من المعروف أن حليب الأم يحتوي على أجسام مضادة وبروبيوتيك توفّر نفس الحماية المناعية، ولكن هذا ليس كل شيء، وعلى مدار سنوات طويلة درس العلماء التركيبة الفريدة لحليب الأم التي تجعله فريداً من نوعه ومميّزًا، وأخيرا تكلّلت سنوات البحث بالنجاح، وتمّ اكتشاف الجواب.
HM-O
HM-O هي مكوّنات فعّالة ومميّزة تتواجد في حليب الأم، حيث تشكّل المكوّن الثالث من حيث الكمّية في حليب الأم (من ضمن المكوّنات الصلبة).
حتى اليوم تم التعرّف على نحو 200 نوع مختلف من ال HM-O المتوافرة في حليب الأم عند النساء حيث تتوقّف على الاختلاف الجينيّ، علما أن ال HM-O الأكثر شيوعًا منها هو من نوع2FL .
فوائد ال HM-O لحماية الطفل
HM-O هي مكوّنات فعّالة تتواجد بشكل طبيعي في حليب الأم لحماية الطفل. ويتم ذلك بواسطة 4 تأثيرات:
• تأثير البريبيوتيك- HM-O تشجّع نموّ وازدهار البكتيريا الصديقة في الجهاز الهضمي للطفل، وهي عملية أساسية ومركزية في تطوّر جهاز المناعة لدى الطفل. يشجّع وجود HM-O -بشكل انتقائي- عمل وأداء البكتيريا الصديقة فقط، ما يساعد الجهاز المناعي على العمل بشكل أفضل.
• تأثير "المصيدة"- HM-O تلتصق بالبكتيريا المسبّبة للأمراض، ما يساعد على "حبسها" والمسّ بقدرتها على الالتصاق بخلايا الجهاز الهضمي والتسبب في الالتهابات.
• تأثير الحاجزHM-O - تعمل على تقوية الحاجز المعوي، وبذلك تحسّن مقاومة الجهاز الهضمي الموجود في طور النموّ والتطوّر للعوامل المسبّبة للأمراض ومنع تغلغلها.
• تأثير الضبط والتنظيم- HM-O تؤثّر بشكل مباشر على تركيبة الخلايا في جهاز المناعة وبالتالي تضبط وتنظّم الاستجابة المناعية.