ما هو المتوقع في حياة الطفل في السنة الأولى
من لحظة الولادة وحتى بلوغه عام واحد ، يمر طفلك برحلة لا يمكن تصورها تقريبًا من كونه جنينًا إلى شخص صغير له شخصيته ورغباته وهويته. فيما يلي نظرة على العملية
مبروك! قريباً سينضم طفل صغير إلى العائلة سيملأ قلوبكم بالسعادة. في السنة الأولى من حياة الطفل، تحدث عملية نمو مذهلة تتضمن العديد من التغييرات: الجسدية والمعرفية والحركية والشفوية والعاطفية – هذه التغييرات تبعث الفرح وتفاجئ وتكون مؤثرة.
من المهم ذكره أن التطور هو عملية مستمرة وتيرتها مختلفة من طفل إلى طفل، لذا يفضل عدم القيام بمقارنات- لأن لكل طفل الوتيرة الخاصة به. إذا كان هناك جانب معين من جوانب التطور يثير القلق لديكم، فيمكنكم دائمًا الاتصال بطبيب التطور أو طبيب الأطفال وتلقي إستشارة حول الموضوع.
يرتبط التطور بنضج الدماغ وبقية أنظمة الجسم الأخرى للطفل الذي يولد بجميع الحواس وأنظمة الجسم، لكنها لم تنضج بعد عند الولادة وستمر بمرحلة تطوّر مذهلة خلال هذه السنة، بحيث يتمكن من احتواء كثرة المحفزات التي حوله. الأشهر الثلاثة الأولى من الحياة تسمى أيضًا "الثلث الرابع" - وهي فترة تكيف الطفل مع العالم، وبها يتعلم استخدام جميع حواسه بوعي وتحريك جسمه.
يتطور التواصل مع الطفل أثناء وجوده في الرحم، لذلك من المهم خلق تواصل جسدي ولفظي معه حتى بعد الولادة من أجل مساعدته على تطوير مهاراته المعرفية وفهم العالم من حوله. تحدثوا مع طفلكم، واشرحوا له ما تفعلونه في كل مرة يكون فيها بالقرب منكم من أجل مساعدته في الربط بين الكلمات والأفعال.
منذ الولادة وحتى ستة أسابيع -
هذا هو وقت الطفل لاستكشاف العالم وحدود جسمه. سوف يحدق في الفضاء ويركز على الأغراض التي تعكس ألوانها (كالضوء الذي يدخل من النافذة على سبيل المثال) في هذا العمر، مرحلة "الأجنة خارج الرحم"، يفضل الطفل حضن والديه بوضعيّات الضم والمعانقة - وهذا ليس دلالًا بل هو ضرورة وجودية. فاسمحوا بذلك، ولا تخافوا من الدلال - هذا بالضبط هو الجيل الذي يوفر لمسة آمنة.
من جيل عدة اسابيع حتى عمر 3-4 اشهر-
قد يكون طفلك غير هادئًا، ويبكي لفترة طويلة، خاصةً في المساء تقريبًا كل يوم. من المحتمل أنه يعاني من ظاهرة الغازات المعروفة أيضًا بإسم الكوليك وهي ظاهرة طبيعية ومنتشرة تتعلق بحقيقة أن جهازه الهضمي يبدأ العمل بكامل قوته وفي معظم الحالات إن لم يكن كلها، يكون مصحوبًا بعدم الراحة وحتى الألم.
هناك عدة طرق للتخفيف من الغازات (مثل وضعيّة البطن على البطن، وحمل الطفل في وضع النمر على شجرة، وثني الركبتين بشكل خفيف نحو السرة)، يمكن اكتشاف الغازات من خلال مراقبة الطفل. إذا كان ييرفع رجليه بغضب ويجهم وجهه، فهذه علامة أكيدة. إذا كان يتغذى من حليب الأم، فمن المستحسن أن تستمري في الرضاعة وفي نفس الوقت حاولي معرفة ما إذا كانت هناك فائدة من إزالة الحليب ومنتجاته من قائمتك. إذا كان الأمر كذلك، خذي إستشارة بشأن تناول مكملات الكالسيوم. إذا كان يتغذى الطفل بواسطة بديل الحليب، فيفضل نقله مؤقتًا إلى متيرنا كومفورت، والذي يحتوي على تركيبة سهلة الهضم مع إضافة مكون بروبيوتيك مميّز يسمى L.reuteri، والتي يتبيّن من الأبحاث خفض مدّة البكاء عند الأطفال الذين يعانون من الغازات.
نحو جيل 5-6 أسابيع -
ستنفعلون إثر إكتشاف أن الطفل يبدأ في الابتسام قليلاً عند سماع صوتكم، وسيقوم لاحقًا بتطوير ابتسامة بشكل إرادي/ اجتماعي، تتناسب مع ما يحدث من حوله.
من المتوقع حدوث قفزتين في النمو خلال الأعمار المذكور أعلاه، في عمر 3 أسابيع وحتى 6 أسابيع. يوفر حليب الأم جميع المتطلبات الغذائية لطفلك، لكنك ستجدين أنه يطلب تناول الطعام بوتيرة عالية. أرضعيه حسب مطلبه: حتى عمر ستة أشهر، لا داعي لإضافة الماء، حتى في الأيام الحارة.
عمر 3 حتى 5 شهور -
طفلكم أصبح ماهر في الإبتسام، وبإمساك الرأس ويبدأ في التحكم بحركات جسمه وبتعلم مسك الأغراض. تحسنت رؤيته بشكل عجيب وأصبح قادرًا على رؤية ما يقرب من نصف متر أمامه بوضوح، لذلك يمكن رؤية كيف سيفحص العالم من حوله باهتمام جديد، والآن بعد أن أصبحت الألوان المتناقضة ليست الشيء الوحيد الذي يمكنه التركيز فيه. في هذه المرحلة، قد يبدأ بزوغ الأسنان، ومع ذلك يمكن أن تخرج الأسنان أيضًا في عمر 7 أشهر أو حتى بعد ذلك.
عمر 6 حتى 9 شهور -
في هذه المرحلة ملائمة العين واليد والفم أصبحت متطورة بحيث أن طفلكم يمسك الأغراض التي تهمه، ويوصلها إلى فمه. إنه فضولي وقادر على الزحف بعيدًا.
في هذه المرحلة، قد تلاحظون أن الطفل يحدق فيكم أثناء الوجبات، وحتى أنه يغضب عندما لا تعرضون عليه مشاركة الوجبة معكم. إذا كان الطفل قادرًا على الجلوس بشكل مستقيم (بمفرده أو بالقليل من المساعدة) وكان مهتمًا بالطعام، فهذا هو الوقت لتقديم الأطعمة الصلبة له. هذه المرحلة مهمة جدًا لتطوير نهج صحي للطعام ويوجد لديكم دور مركزي في ذلك. تذكروا أن وظيفتكم كأهل أن تقدموا للطفل مجموعة متنوعة من الأطعمة اللذيذة والمغذية، لكن لا تنسوا أن للطفل أيضًا هناك دورًا - فهو سيحدد ما الذي يأكله وكم سيأكل مما تقدمون له! لا تجبروه على أكل ما لا يريده أو عندما يكون ممتلئًا ولا يرغب في الإستمرار بالأكل. احترموا علامات جوعه وشبعه.
المهارات الحركية المطورة تجلب معها قدرات جديدة. العبوا معه في ألعاب السبب والنتيجة، وتمرير شيء من يد إلى يد، وألعاب كرة متدحرجة. ارقصوا معه وغنّوا معه وتحدثوا معه واشرحوا له بقدر المستطاع طوال اليوم وباللغة اليومية. لغته تتوسع وتكبر، ستلاحظون أن الطفل بدأ في تكرار مقاطعكم اللفظية.
في هذه المرحلة، قد يخاف طفلكم من الغرباء ويخاف الإبتعاد عنكم - وهذا أمر طبيعي تمامًا. اطلبوا من الأشخاص الغرباء بالنسبة له أن يتواصلوا معه بطريقة لطيفة وأن ينتظروا الى أن إشارة من طفلكم على موافقته على الاتصال أو التواصل.
عمر 10 شهور حتى سنة -
في هذا العمر، عادةً ما تكون الوجبات الصلبة قد أُنشئت بالفعل ويأكل الطفل بالفعل وجبات كاملة تحل محل وجبات الرضاعة/ القنينة. لا تنسوا دمج الماء مع الوجبات وبينها.
تعتبر الوجبات العائلية في هذا العمر ممتعة بشكل خاص، وأنتم مدعوين لتقديم الطعام الذي تأكله العائلة. ماعدا الحليب والعسل المسموح بهما فقط من جيل سنة فما فوق. من المهم جدًا عدم إجبار الطفل على تناول الطعام، ولكن تقديمه حسب علامات الجوع، وبالقدر الذي يهتم به. وأيضًا يعتبر رمي الطعام أمرًا عادي جدًا في هذا العمر، حيث لا يزال الطفل يتعلم جميع أنسجة الطعام، والطريقة التي يسقط بها، وطريقة الإمساك به، والمهارات الحركية الدقيقة والسبب والنتيجة - حتى أثناء تناول الطعام.
عادة في هذه الأعمار، يكون الطفل واقفًا بالفعل ويمكنه البدء في المشي في أي لحظة. لا داعي للأحذية في الأشهر الأولى من المشي، وذلك لتثبيت المشي والوقوف بشكل يتلاءم مع قدمه. لا يتوقف حب الطفل للأنسجة عند الطعام فقط، بل وسيستمتع الطفل بغمس قدميه في الرمال في المتنزّه وفركهم في العشب والسجاد واللعب بأي شيء يمكن اللعب به - حتى يتعلم العالم من حوله.